يرجع أصل السلاجقة إلى الترك الذين يقيمون في الصحراء الشاسعة التي تمتد من حدود الصين حتى شواطئ بحر قزوين، وقد عُرفوا باسم الغزّ (يطلقون عليهم في المسلسل اسم الأوغوز) ولاحقا باسم التركمان ولم يكن همهم غير الغزو والغارة والصيد وركوب الخيل ومقارعة الأبطال وطلب الغنائم وتدويخ البلدان وصار ذلك هو صناعتهم وتجارتهم ولذّتهم وفخرهم وحديثهم وسمرهم فلما كانوا كذلك صاروا في الحرب كاليونانيين في الحكمة وأهل الصين في الصناعات.
ولقد كان سلاجقة الروم حريصين على نشر الإسلام في آسيا الصغرى (الأناضول) على المذهب السُّنّى وكانوا سببا في نقل الحضارة الإسلامية إلى تلك الأقاليم وأسقطوا الخط الدفاعي الذي كان يحمي المسيحية في أوروبا من الإسلام في الشرق.
مولده:
لقد ولد أرطغرل الغازي سنة 1191م.
اسمه ونسبه:
الذي اشتهر هو أن المؤرخين من العرب والترك اتفقوا على أن اسمه “أرطغرل” وقد أخطأ البعض وسموه “طغرل بك” خلطا بينه وبين جده السلطان السلجوقي رغم أن بينهما أكثر من قرنين من الزمان!! لكنهم اختلفوا في تحديد اسم أبيه كما يقول أحمد آق كوندوز في كتابه الدولة العثمانية المجهولة: (تأكد بأن والد الغازي عثمان هو الغازي أرطغرل نتيجة العثور على مسكوك نقدي يعود لعثمان بك وأيضا بسبب إجماع المصادر التاريخية بأن والد عثمان بك هو الغازي أرطغرل ولكن هناك آراء مختلفة حول والد الغازي أرطغرل فحسب الرواية الأولى المشهورة وحسب معظم المصادر التاريخية العائدة لذلك العهد وحسب شجرة النسب الموجودة لدينا فإن والده هو سليمان شاه .
سر إطلاق عليه اسم الغازى:
انتحل أرطغرل مثل أبيه لقب (الغازي) عملاً بحديث (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ ) وأصبح اتخاذ هذا اللقب سُنّة في نسل الخلفاء العثمانيين من بعده.
أبناؤه:
كان لأرطغرل ثلاث أبناء عثمان و سافجي وغندوز وما تأكدنا منه هو وجود ولد لأرطغرل اسمه عثمان وأنه قد ولد عام 656هـ ورغم وجود ذكر لأولاد آخرين إلا أن التاريخ حفظ لنا قصة صاحب البروز والتأثير في خريطة العالم بأكمله (السلطان عثمان غازي) حيث سار على طريق والده في الجهاد ومقارعة الكفار يقول عبد الملك العصامي المَكِّي: وخلّف أرطغرل أولادًا نجباء أقواهم جأشاً السلطان عثمان وكان مولده سنة ست وخمسين وستمائة دأب في خدمة والده في الجهاد وتمرس بالغزو في سبيل الله واستمر بعد والده مع الْكفار في الجلاد.
وفاته:
كانت وفاة الغازي أرطغرل في مدينة سوغت والتي تقع الأن في مقاطعة بيلجيكـا وله ضريح في تلك المنطقة وفي المنطقة متحف خاص بإسمه أيضا.
وقد بلغ من العمر حين وفاته ٩٠ سنة أو ربما أكثر.
ويقول المَكِّي: ولما كَانَت سنة 697هـ توفّي الغازي أرطغرل فكتب السلطان علاء الدّين لعثمان بن أرطغرل بموافقة السلطنة وأرسل إِليه خلعة وسيفا ونقارة وخصّه بالغزو على الكفار فرأى السلطان علاء الدّين جِدّه وجهده في الجهاد وعلم قابليته ونجابته في فتح أطراف البلاد فأكرمه وأمّره وأمده بأنواع الإعانة والإمداد وأرسل الراية السلطانية إليه.